«بسبب الفيضانات».. بولندا تعتزم إعلان حالة الكوارث الطبيعية

«بسبب الفيضانات».. بولندا تعتزم إعلان حالة الكوارث الطبيعية

أعلنت الحكومة البولندية، بقيادة رئيس الوزراء، دونالد توسك، عن استعدادها لإعلان حالة الكارثة الطبيعية بسبب الفيضانات الشديدة التي أثرت على مناطق عديدة في بولندا. 

وجاء هذا القرار بعد سلسلة من المشاورات مع الوزراء وخدمات الطوارئ، حيث أمر توسك بإعداد مرسوم وزاري يتيح إعلان هذه الحالة، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأكد رئيس مكتب الأمن القومي البولندي، جاسيك سيفيرا، على أن هذه الخطوة ضرورية لتفعيل آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي "RescEU"، التي توفر موارد طوارئ مهمة مثل طائرات مكافحة الحرائق، المروحيات، والإمدادات الطبية. 

كما تقدم هذه الآلية المساعدة في الإخلاء الطبي، وإنشاء المستشفيات الميدانية، وتوفير الخدمات اللوجستية والطاقة اللازمة لإدارة الأزمات.

إعلان حالة الكارثة الطبيعية سيمكن بولندا من الوصول إلى موارد الاتحاد الأوروبي بشكل أسرع وأكثر فاعلية، وهو ما لم يتم اللجوء إليه في الأزمات السابقة مثل جائحة كوفيد-19 أو الفيضانات الكبيرة التي ضربت البلاد في عامي 1997 و2010. 

ومع ذلك، فإن تأثير الفيضانات الحالية يتطلب استجابة شاملة من الحكومة للتخفيف من تداعيات الكارثة التي أثرت على عدة دول أوروبية أخرى مثل التشيك، ورومانيا، وسلوفاكيا، والنمسا.

هذه الفيضانات غير المسبوقة، التي نتجت عن أمطار غزيرة، خلفت خسائر كبيرة في البنية التحتية والزراعة، وجعلت من الصعب على السكان في المناطق المتضررة مواصلة حياتهم اليومية.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية